القيادة الأوتوقراطية هي أسلوب قيادة يقوم فيه الفرد بالسيطرة على جميع القرارات، فهي سيطرة مطلقة على جميع أفراد المجموعة الآخرين، والعمل تحت هذا النوع من القيادة يسير وفقًا لقواعد محددة لا يمكن الخروج عنها، ولا يسمح فيها بالإبداع، وتتم هذه القيادة من قبل أشخاص لا يقبلون سوى أفكارهم وأحكامهم.
القيادة الأوتوقراطية
تستند هذه القيادة على سلطة مركزية قوية، وتكون بقيادة زعيم استبدادي، وفيما يلي مزيد من المعلومات حول هذه القيادة:
- يتوقع القائد بالطاعة الكاملة.
- وهي قيادة يتم من خلالها اتخاذ جميع القرارات من قبل القائد، ولا تعتمد على مداخلات أخرى مختلفة.
- لها قواعد هامة، ويتم العمل من خلالها فقط، ولا يمكن لأحد أن يتجاوزها.
- تعتمد على العمل بشكل منظم، ونادرًا ما يتم اتخاذ القرارات المصيرية الهامة من قبل أعضاء المجموعة.
إيجابيات القيادة الأوتوقراطية
تتمتع هذه القيادة بالكثير من المزايا القوية، وإيجابيات لا تعوض، ولهذا يعتبرها البعض ناجحة لكثرة مميزاتها والتي منها الآتي:
أولًا: وضوح الأدوار
فعادة ما يكون للقادة الأوتوقراطيين خطط وحدود واضحة، وكذلك الآتي:
- يمتلك الموظفون أوصافًا وظيفية صارمة وواضحة، ليعرفون ما يجب عليهم أن يفعلوه، والمتوقع من أفعالهم.
- وهذا الوضوح يخلق نوع من الراحة للكثير من الناس، لأنه يقلل من الأحداث الغير متوقعة، وبالتالي يمكن التعرف على المتوقع من المنظمة وقيادتها.
ثانيًا: اتخاذ القرارات السريعة
فظروف العمل تحتاج دائمًا إلى سرعة في اتخاذ القرارات، وتنفيذها، وذلك لأنه يحدث الآتي:
- ردود الفعل السريعة والقوية على التغييرات التي تحدث أمرًا هامًا وضروريًا.
- وفي بعض الأحيان يكون الأمر مدمرًا في حالة اتخاذ قرار متغير، وخارج القيادة.
ثالثًا: تحسين إدارة الأزمات
فالقيادة تكون معتادة على المسئولية، والتعرف على المتوقع فيما يتعلق بالقرارات، حتى يحدث الآتي:
- تقليل المخاطر، وزيادة الثقة، وعدم تردد القائد أو تجاهله للأمور الهامة.
- ليس هناك وقت للجلوس والاستفسار عن القرارات خاصة في الأزمات، ولذا يأتي دور القائد الاستبدادي.
- ويتخذ هو القرارات حتى في الأوضاع المتغيرة، لتقليل أي خسائر ممكنة، باعتبار أنه أكثر خبرة وتمكن من قراراته.
رابعًا: توجيه الفريق عديمي الخبرة
يساعد وجود قائد استبدادي على تمكين الموظفين عديمي الخبرة بأن يصبحوا أكثر إنتاجًا، وكذلك الآتي:
- الأوامر التي تأتي من قادة أكثر خبرة، حتى وإن صدرت من مستبدين، تكون فعالة أكثر، وتفعل الأشياء بدقة وبشكل صحيح على الفور، ودون تردد.
- واتباع الموظفين عديمي الخبرة أوامر القيادة الأوتوقراطية يجعلهم أقل تردد، وأقل ارتباك، ويصبحوا متأكدين مما يجب عليهم فعله، ويتطوروا سريعًا.
خامسًا: تركيز مستهدف قوي
فالقائد الأوتوقراطي يجعلك تتوقع الأهداف الواضحة، ويركز على الآتي:
- تحقيق الأهداف، وإكمال المهام، والتركيز على الأهداف يجعل الأمور أكثر وضوحًا أمام أعضاء الفريق، ويجعله أكثر سهولة.
- كما أنه يقلل من مخاطر تشتيت الانتباه، والقيادة الاستبدادية يمكنها وضع وتيرة عمل محددة، وبالتالي تقليل معدل الخسائر، أو الأحداث المغايرة.
سلبيات القيادة الأوتوقراطية
يوجد بعض السلبيات لأسلوب هذه القيادة، والتي تزيد من تجنب البعض استخدام هذا الأسلوب، ومن هذه السلبيات ما يلي:
أولًا: السيطرة الكاملة
السيطرة الكاملة أمرًا مرتبط بهذا النوع من القيادة، وهذا من شأنه يفعل الآتي:
- يقلل من قدرة أعضاء الفريق على إكمال المهام.
- حيث يضطرون إلى انتظار الجولة التالية من توجيهات القائد.
ثانيًا: افتقار التمكين بين أعضاء الفريق
أي أنه حتى القرارات التي لا تحتاج إلى مداخلة قائد الفريق، لن يتمكنوا من تفعيلها، وهو ما يفعل الآتي:
- يعرض عملية الإنتاجية إلى الخطر.
- يعمل على انخفاض مشاركة الموظفين، وبالتالي خفض المساءلة.
- وكلما قلت المساءلة عن اتخاذ القرارات، ذلك يعني عدم الإبداع.
ثالثًا: الاعتماد على مهارات القائد
يعتمد أداء المنظمة على قيم القيادة الأوتوقراطية، وإذا كانت ثقافته وقيمه فقيرة، فيحدث الآتي:
- يتم اتخاذ قرارات سيئة وسلبية، تؤدي إلى نتائج سلبية.
- في حالة إذا كان القائد الاستبدادي شخص مهاراته متدنية، وخبرته قليلة، فسيكون الأمر كارثيًا.
- لأنه في ذلك الوقت سيتخذ قرارات تؤدي لنتائج عكسية، تسبب هدم المنظمة على المدى البعيد.
رابعًا: الاعتماد على القائد بشكل مفرط
في حالة بناء المنظمة بنظام القيادة الأوتوقراطية، فإن تغيير القائد يكون أمرًا صعبًا، لأنه يعتمد عليه في الآتي:
- كل القواعد والقرارات متأصلة به، ووفقًا لإرادته.
- وقد تتوقف المنظمة بأكملها، أو تنتظر كثيرًا حتى يتم إتخاذ القرار.
- وعند تحويل القيادة لشخص آخر تكون المنصة الأساسية المعتمدة عليها المنظومة على المحك.
خامسًا: انعدام الثقة
لا يمكن للقائد الأوتوقراطي أن يثق في أعضاء الفريق، وهذا الأمر قد يتسبب في الآتي:
- الإضرار بهوية الفريق، والمساءلة.
- وتتحول إنعدام الثقة إلى أشخاص مشتتين، متشابهون في ارتكاب الأخطاء.
- وقد يتحول الأمر إلى جنون العظمة على المدى الطويل
سادسًا: التخويف
وهو ما يستخدمه القائد المستبد، لترهيب الأعضاء، من أجل حصوله على طاعتهم، وهذا يتسبب في الآتي:
- تخوف الناس من القائد يقود أعضاء الفريق إلى ترك المنظمة، لأن هذا العيب هو أسوأ ما يتعرض له الأعضاء.
- وافتقار الثقة شيء أساسي لظهور مشاكل أكبر، فالتخوف وفقدان الثقة بين الأعضاء وقائد المنظمة يعني قلة التطور.
كيف يمكن للقيادة الأتوقراطية أن تكون ناجحة؟
يمكن أن تصبح القيادة الأوتوقراطية ناجحة، في حالة تحقيق الآتي:
- الاستماع إلى أعضاء الفريق، وإحساسهم بأن لديهم حرية التعبير عن أفكارهم وآرائهم، حتى وإن كان القائد سينفذ قراره في نهاية الأمر.
- وضع قواعد محددة، فينبغي وضعها بوضوح، وكل شخص يجب أن يكون على دراية كاملة بهذه القواعد.
- تزويد أعضاء المجموعة بالأدوات التي يحتاجونها، فيجب التأكد من أن أعضاء الفريق لديهم قدرة كافية لأداء المهام.
- عدم اتخاذ قرارات متناقضة وغير منطقية من قبل القائد.
- يجب على القائد عدم توجيه الانتقاد لأعضاء الفريق باستمرار، حتى لا يتسبب لهم الأمر بالإحباط.
الواجبات التي ينبغي على القائد الأوتوقراطي اتباعها
يوجد مجموعة من الواجبات التي ينبغي على القيادة الأوتوقراطية اتباعها، وهي كالآتي:
- البحث عن أعضاء يمكنهم تحقيق خطة العمل، وأن يكون القائد هو الرئيس المباشر لهم داخل العمل.
- يجب عليه الاستماع إلى نصائح الآخرين المختلفة، وإن كانت جيدة يقوم بوضعها في الخطط التالية، لتنظيم العمل، وتحقيق النتائج والأهداف المرجوة.
- يتم العمل على توظيف المبدعين، والمفكرين للوصول إلى النتائج والأهداف المرجوة والناجحة.
- يوجد الكثير من الأمور التي ينبغي على القائد النظر إليها، كسعادة الموظفين، وعمل علاقة ناجحة تجمع بينهم.
تقسيم القيادات
يتم تقسيم القيادة الأوتوقراطية إلى قيادة إيجابية، وقيادة سلبية، ويتضح ذلك من خلال الآتي:
- القائد الإيجابي: هو من يدفع مجموعة الأعضاء إلى العمل، من أجل زيادة كفائتهم، وإقناعهم بالهدف، وتحقيق أهداف المنظومة، مع إرضاء الأعضاء.
- القائد السلبي: وهو الذي يدفع أفراد المجموعة باستخدامه الشدة والعنف، والتخويف، والتهديد.
- القيادة الرسمية: وهي التي تستمد سلطتها من المركز الرسمي للقائد.
- القيادة الغير رسمية: وهي الانتماء إلى سلطة القائد، أي أن آرائه واقتراحاته إلزامية، ويتم اتباعها، ولكن لا تدعمها سلطة رسمية.
وبذلك فإن القيادة الأوتوقراطية لها تأثير على توجيه أعضاء المنظومة، وأنماطها، لتكون خاضعة لسلطة القيادة، وتعتبر قيادة ذاتية، ولكن من خلالها يتم تنفيذ قرارات القائد، أي أنها عبارة عن بروتوكول يتم العمل به، دون الاعتماد على أفكار خارج الصندوق، وعلى أعضاء المنظومة اتباع قواعد القيادة في النهاية.